قلعة (حصن) طبرقة – ولاية جندوبة

يتربع حصن طبرقة من ولاية جندوبة على قمة واحدة من أعلى القمم الجبلية المُطلة على المدينة، والذي يُشرف على أجمل الإطلالات البانورامية عليها. وهو حصن تاريخي قديم يعود بتاريخهِ إلى أكثر من ألف عام، عندما تم تأسيسه لأهداف عسكريةٍ بحتة، حيث تميز بتصميمٍ عسكري من جدرانٍ ضخمة وساحات وباحات داخلية وأبراج مراقبة ومعاقل تدريب. ويُعد الحصن اليوم من أهم المعالم المميزة للبلاد!

حصن طبرقة، المعروف أيضًا بـ “برج طبرقة” أو “قلعة طبرقة”، هو أحد المعالم الأثرية البارزة في مدينة طبرقة الساحلية الواقعة في شمال غرب تونس. بُني هذا الحصن في القرن السادس عشر، ويعود بناؤه إلى فترة الاستعمار الإسباني للمنطقة، حيث شيد الإسبان هذا الحصن لصد الهجمات وحماية مصالحهم التجارية في المنطقة.

تاريخ بناء الحصن

تم بناء حصن طبرقة في عام 1540 من قبل الإسبان، وقد اختيرت طبرقة كموقع استراتيجي نظرًا لقربها من الساحل، ولما توفره من ميزة دفاعية ضد الأعداء، إذ كان الإسبان يواجهون تهديدات من قوى بحرية أخرى كالقرصنة والهجمات العثمانية.

بعد فترة من السيطرة الإسبانية، أصبحت طبرقة تحت الحكم العثماني، حيث سقط الحصن في أيديهم في القرن السابع عشر. ورغم التغيرات السياسية، ظل الحصن قائماً واستخدم لاحقاً من قبل السكان المحليين. يعكس الحصن في تصميمه الطراز العسكري الأوروبي، حيث يتميز بجدران سميكة وبرج عالٍ، وقد أُنشئت نقاط مراقبة تسمح برؤية واسعة على البحر الأبيض المتوسط والمناطق المحيطة.

بنية الحصن وتصميمه

يتكون الحصن من مبنى ضخم مستطيل الشكل، وله أبراج دفاعية على زواياه الأربع، فضلاً عن أسوار عالية مصممة لتحمل الهجمات العسكرية. تم بناء الأسوار من الحجر الجيري، مما أعطاه قوة متينة، وزُوّد الحصن بمخازن للأسلحة والمؤن، إضافة إلى غرف للجنود ومرافق أخرى.

أهمية حصن طبرقة

من الناحية التاريخية، يعكس حصن طبرقة أهمية تونس كمركز تلاقي الحضارات، ويظهر محورية طبرقة كمدينة ساحلية تحظى بأهمية تجارية وعسكرية. يُعتبر الحصن اليوم من المعالم الأثرية التي تجذب السياح، خاصة المهتمين بالتاريخ والعمارة العسكرية القديمة.

حصن طبرقة اليوم

على الرغم من التآكل الذي لحق ببعض أجزاء الحصن بسبب العوامل البيئية، لا يزال الحصن صامداً. تجري عمليات صيانة وترميم للحفاظ على بنيته الأصلية، مما يساهم في استقطاب السياح من داخل تونس وخارجها. ويُعد موقع الحصن مثالاً حياً على تاريخ المنطقة، حيث يقصده الزوار لاستكشاف تاريخه والاستمتاع بالمناظر الخلابة التي يطل عليها.

يظل حصن طبرقة رمزاً للشموخ والإرث التاريخي الغني الذي يميّز المنطقة، ويذكّر بالفترات المتعاقبة من التاريخ التي شهدتها تونس على مر العصور.