حمّام جسر الخمسة هو أحد الحمّامات التاريخية الموجودة في مدينة باجة التونسية، ويُعدّ من أبرز معالم المدينة وأحد المعالم الأثرية التي تعود إلى الفترة العثمانية في تونس. يقع الحمّام بالقرب من جسر الخمسة، الذي استمد منه اسمه، ويعتبر من المعالم التراثية ذات الطابع المعماري التقليدي التي تشهد على التاريخ الطويل للمدينة.
تاريخ الحمام
تم بناء حمّام جسر الخمسة في الحقبة العثمانية، حيث كانت الحمّامات العامة جزءاً أساسياً من الحياة الاجتماعية في تلك الفترة. وقد كانت الحمّامات بمثابة مراكز للاجتماع والترفيه إلى جانب كونها مرافق للنظافة الشخصية. وقد ساهمت هذه الحمّامات بشكل كبير في تعزيز الروابط الاجتماعية بين سكان المدينة، وكانت تستخدم ليس فقط للاستحمام، بل أيضاً كأماكن للراحة والاسترخاء.
الطراز المعماري
يتميز حمّام جسر الخمسة بتصميمه المعماري التقليدي الذي يعكس جماليات العمارة العثمانية. يتكون الحمّام من عدة أقسام تشمل غرفة الاستقبال (المعروفة بالمسلخ)، وغرفة الماء البارد، وغرفة الماء الساخن. ويعتمد تصميم الحمّام على نظام تدفئة مركزي يُعرف بالـ”البرما” أو “الجير”، حيث يتم تسخين الماء والبخار الذي ينتشر عبر الأنابيب ليصل إلى كافة أرجاء الحمام.
من الملاحظ أيضاً استخدام القباب العالية في السقف، والتي تحتوي على فتحات صغيرة للسماح بدخول الضوء الطبيعي، مما يضفي جواً فريداً على المكان. ويحتوي الحمّام على ديكورات بسيطة وزخارف متناسقة تتماشى مع الطابع التاريخي للمكان.
الدور الاجتماعي والثقافي
لم يكن حمّام جسر الخمسة مجرّد مكان للاستحمام، بل كان أيضاً مركزاً اجتماعياً هاماً، حيث يجتمع الناس لتبادل الأخبار ومناقشة الأمور اليومية. كما كان مكاناً تقام فيه بعض الاحتفالات التقليدية مثل حفلات الحناء والعروس، مما أعطاه بُعداً ثقافياً واجتماعياً مهماً في حياة أهالي باجة.
الحمام في الوقت الحاضر
مع مرور الزمن، شهد حمّام جسر الخمسة تحديات كبيرة في مواجهة تغيرات الحياة الحديثة. إلا أن العديد من سكان باجة والمهتمين بالتراث يعملون على الحفاظ على هذا المعلم التاريخي وإعادة ترميمه ليظل شاهداً على ماضي المدينة العريق. لا يزال الحمّام مفتوحاً لاستقبال الزوار الذين يرغبون في الاستمتاع بتجربة استحمام تقليدية وأصيلة، مما يساهم في تعزيز السياحة الثقافية في المنطقة.
أهمية حمّام جسر الخمسة
يعتبر حمّام جسر الخمسة من المعالم التي تحمل قيمة تراثية كبيرة، حيث يمثل جزءاً من هوية مدينة باجة وتاريخها. ويساهم في إبراز ثقافة الاستحمام التقليدية التي كانت ولا تزال جزءاً لا يتجزأ من حياة التونسيين. كما يمثل نقطة جذب للسياح والمواطنين على حد سواء، نظراً لما يقدمه من تجربة فريدة تجمع بين التاريخ والعمارة والتراث الشعبي.
باختصار، يُعدّ حمّام جسر الخمسة ليس فقط معلماً معمارياً بل أيضاً جزءاً من ذاكرة مدينة باجة وتراثها الاجتماعي والثقافي.
بعض الصور لجسر الخمسة في مدينة باجة
مجموعة أخرى من الصورمن موقع خرائط قوقل
مجموعة من فيديوهات على موقع خرائط قوقل
موقع جسر الخمسة في مدينة باجة على خريطة قوقل
هذا الموقع برعاية:
 | | | |