شط الجريد هو بحيرة مالحة موسمية تقع في ولاية قبلي، تونس، وتعدّ من أكبر البحيرات المالحة في شمال إفريقيا، بل والعالم. تبلغ مساحة البحيرة حوالي 5,000 كيلومتر مربع، وتعتبر أحد أهم المعالم الطبيعية في تونس. يتميز شط الجريد بمياهه المالحة وأراضيه الشاسعة المغطاة بالملح، والتي تتألق بظلال بيضاء ووردية عند انعكاس أشعة الشمس عليها، مما يمنحه مظهراً فريداً يجذب السياح والمصورين.
الجغرافيا والمناخ
يقع شط الجريد بين ولايتي قبلي وتوزر، ويتميز بمناخ جاف وحرارة مرتفعة صيفاً. خلال فصل الصيف، يتبخر جزء كبير من المياه السطحية للبحيرة، تاركاً طبقة سميكة من الملح تتصلب فوق الرمال، بينما في فصل الشتاء، تتجمع المياه من الأمطار، مما يُعطي البحيرة مظهراً مائياً متجدداً.

الأهمية البيئية
شط الجريد يُعتبر نظاماً بيئياً فريداً، حيث يؤوي العديد من أنواع الطيور المهاجرة مثل النحام الوردي (الفلامنغو) خلال مواسم الهجرة. تتواجد أنواع نادرة من النباتات التي تأقلمت مع الظروف الملحية، مثل “السرول الملحي”، مما يجعل البحيرة موطناً لبعض الأنواع النباتية والحيوانية النادرة في المنطقة. وقد أُدرج شط الجريد ضمن قائمة الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية ضمن اتفاقية رامسار، ما يعزز من قيمته البيئية العالمية.


الأنشطة السياحية
أصبحت البحيرة وجهة سياحية شهيرة في تونس، حيث يقصدها السياح للاستمتاع بمشاهدة مناظرها الطبيعية الخلابة والتقاط الصور على سطح الملح المتلألئ. كما تُعدّ المنطقة ملاذاً للباحثين عن المغامرة، حيث يمكن للزوار القيام برحلات السفاري على ظهور الجمال أو بسيارات الدفع الرباعي. كذلك، تُقام أحياناً في شط الجريد مسابقات وأنشطة رياضية ترفيهية كالتزلج على الرمال.
الأهمية الاقتصادية
تعتبر طبقة الملح السميكة في شط الجريد مصدراً هاماً لاستخراج الملح، حيث تعتمد بعض الشركات المحلية على هذه الموارد الطبيعية لإنتاج وتصدير الملح إلى مختلف الدول. ومع ذلك، يُراعى في استخراج الملح الحفاظ على البيئة المحيطة لضمان استدامة الموقع وعدم تضرره.
أساطير حول شط الجريد
لطالما نسجت العديد من الأساطير المحلية حول شط الجريد، حيث يقال إنه موطن للكنوز المدفونة وقصص عن جيوش غارقة في البحيرة. الأسطورة الأشهر هي قصة جيش الملك الفارسي قمبيز الذي يُعتقد أنه غرق في الشط خلال محاولته غزو الواحات التونسية، ولا تزال الرواية تحمل سحر الغموض وتجذب الفضوليين.
شط الجريد، بموقعه وطبيعته الفريدة، يعد من الكنوز البيئية والسياحية في تونس، التي لا تقتصر قيمتها على الجمال الطبيعي، بل تمتد لتشمل التنوع البيولوجي والأهمية الاقتصادية والتراثية.

مجموعة أخرى من الصورمن موقع خرائط قوقل
مجموعة من فيديوهات على موقع خرائط قوقل