يقع مسجد صفاقس الكبير في قلب المدينة العتيقة بصفاقس، تونس، ويُعدّ واحداً من أقدم وأبرز المساجد التاريخية في المنطقة. يُعتقد أن تأسيسه يعود إلى القرن التاسع الميلادي، في عهد الدولة الأغلبيّة، ليكون أحد المعالم الإسلامية البارزة في المدينة. بُني المسجد ليكون مركزاً دينياً وعلمياً، وتحوّل مع مرور الزمن إلى وجهة للمصلّين وطلاب العلم.
العمارة والتصميم
يتميز مسجد صفاقس الكبير بطراز معماري يجمع بين الأصالة والبساطة، مع مراعاة الطابع المحلي لتونس. تمتد واجهته الخارجية بشكل بسيط، وتضم جدرانًا سميكة مصنوعة من الحجارة المحلية. يتميز المسجد بمئذنته العالية التي تُعتبر أحد أهم معالم المدينة، حيث يبلغ ارتفاعها حوالي 20 مترًا، وتطل على أنحاء المدينة العتيقة. أما داخل المسجد، فيحتوي على قاعة صلاة واسعة، مُزيّنة بأقواس وأعمدة تقليدية تساهم في خلق أجواء روحانية وهادئة.
الدور الثقافي والديني
كان المسجد الكبير مركزًا للعديد من الأنشطة الدينية والعلمية عبر التاريخ، إذ احتضن حلقات تعليمية ودروس فقهية وتفسير القرآن. كما استقبل العديد من علماء الدين والأدباء، مما عزز من دوره كمنارة فكرية ودينية، ليس فقط لأهل صفاقس، بل للعديد من زائري المدينة.
أهمية المسجد اليوم
يُعتبر المسجد الكبير من أهم المعالم التراثية في تونس، ويجذب آلاف الزوار من داخل وخارج تونس، سواءً لأداء الصلاة أو لاستكشاف جماله المعماري. وتقوم السلطات التونسية بجهود كبيرة للحفاظ على المسجد، حيث خضع لعدة عمليات ترميم وصيانة لضمان استمراريته كمعلم ديني وثقافي للأجيال القادمة.
يختزل مسجد صفاقس الكبير في طياته مئات السنين من التاريخ والحضارة الإسلامية، ويظل رمزًا للتواصل بين الأجيال ومصدر إلهام للكثير من الزوار والمصلين.
بعض الصور لمسجد صفاقس الكبير









مجموعة أخرى من الصورمن موقع خرائط قوقل
مجموعة من فيديوهات على موقع خرائط قوقل