تل بيرسا، الواقع في قلب مدينة قرطاج التونسية، يُعدّ واحدًا من أبرز المواقع الأثرية في تونس، ويرمز إلى مجد الحضارة القرطاجية التي أثرت في تاريخ البحر الأبيض المتوسط. يرتفع التل بموقعه الاستراتيجي المطلّ على البحر، حيث كان مركزًا سياسيًا ودينيًا رئيسيًا في مدينة قرطاج القديمة.
التسمية والأهمية التاريخية
اسم “بيرسا” مشتق من الكلمة الفينيقية “بصر”، التي تعني “الحصن” أو “القلعة”، ويعكس هذا الاسم الوظيفة الأصلية للموقع كموقع دفاعي واستراتيجي. أسس الفينيقيون مدينة قرطاج حوالي القرن التاسع قبل الميلاد، واختاروا تل بيرسا ليكون نواة المدينة بفضل موقعه المرتفع الذي يوفر إطلالة واسعة على المناطق المحيطة.
الأحداث التاريخية البارزة
تل بيرسا شهد العديد من الأحداث التي شكلت تاريخ قرطاج:
- الحروب البونية: خلال الحروب البونية الثلاثة بين روما وقرطاج، كان تل بيرسا آخر موقع دافع عنه القرطاجيون في الحرب البونية الثالثة (146 ق.م). عند سقوطه، انتهت الدولة القرطاجية ودُمرت المدينة بالكامل.
- الاحتلال الروماني: بعد دمار قرطاج، أعاد الرومان بناء المدينة على أنقاضها، وحوّلوا التل إلى مركز إداري وديني.
الموقع الأثري اليوم
اليوم، يُعد تل بيرسا جزءًا من الموقع الأثري لقرطاج، الذي أُدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1979. من أبرز معالمه:
- كاتدرائية القديس لويس: بنيت في القرن التاسع عشر فوق التل خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية. على الرغم من أنها لم تعد كنيسة نشطة، إلا أنها تُستخدم كمركز ثقافي.
- متحف قرطاج الوطني: يقع على تل بيرسا ويعرض العديد من القطع الأثرية التي تروي تاريخ قرطاج، من الحقبة الفينيقية حتى العصر الروماني.
الدور السياحي والثقافي
تل بيرسا يُعد وجهة سياحية رئيسية، حيث يستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم للتعرف على تاريخ قرطاج العريق. الموقع ليس مجرد مكان أثري بل فضاء ثقافي يعبر عن الهوية التونسية ويبرز دورها في التراث الإنساني.
الخاتمة
تل بيرسا هو رمز للصلابة والصمود الذي تجسد في تاريخ قرطاج. من هذا التل، تنطلق الحكايات عن حضارة عظيمة أثرت في العالم القديم، وما زالت آثارها حية تروي قصص الماضي المجيد. زيارته ليست فقط رحلة عبر الزمن، بل فرصة لاستكشاف جزء مهم من التراث العالمي.
بعض الصور لتل بيرسا في قرطاج من ولاية تونس






مجموعة أخرى من الصورمن موقع خرائط قوقل
مجموعة من فيديوهات على موقع خرائط قوقل